نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته المعصومين الطيبين الأطهار حفروا ذاكرة الزمان بشجاعتهم و بمواقفهم البطولية التي يشهد عليها
العالم بأسره ، وعانوا ما عانوه ليرسموا لنا المنهاج الذي يجب أن نسير عليه ، ليكونوا لنا المثل العليا والعروة الوثقى وسفينة النجاة ، فإن إقتدينا بهم وسرنا
على نهجم فوالله لنفوز فوزاً عظيما ولو تذكرنا مصابهم الجلل لهانت علينا مصائبنا . ولنثبت إنا شيعتهم و مواليهم يجب أن نكرس حياتنا بذكرهم ليس فقط بالعزاء في ذكرى وفاتهم و الاحتفال بمياليدهم بل بالعمل بما أمرونا به و إتباعهم و السير على نهجهم.
فأرجو كل الرجاء من المشرفين الكرام تثبيت موضوعي ، لنطرق فيه إلى سيرة حياة المعصومين الأربعة عشر عليه السلام و لأحاديثهم وقصصهم وحكمهم و أدعيتهم و الحرز التي أودعوها لنا لتكون لنا نبراسًا يضيء لنا طريقنا و سبلاً تقربنا للمولى عز وجل.
و أرجو من الأعضاء الكرام المساهمة و المشاركة لو بالشيء البسيط أثابكم الله ورعاكم.
الباب الأول : سيرة حياة المعصومين
ونبتدي بأول معصوم ( النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم )
محمد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم
الاسم واللقب: محمد ، المصطفى ،خاتم الأنبياء
وكنيته: أبا القاسم.
اسم الأب و الأم: عبدالله بن عبد المطلب، و أمه : آمنة بنت وهب.
تاريخ ومحل الولادة: فجر يوم الجمعة السابع عشر من ربيع الاول عام الفيل.
بعثته ونبوته: بعث بالنبوة في السابع و العشرين من رجب وله من العمر أربعون سنة، و استمرت نبوته ثلاثة وعشرون سنة، منها ثلاثة عشر
سنة في مكة وعشر سنوات في المدينة.
نبذه عن حياته صلوات الله عليه وآله:
مات أبوه عبدالله بن عبد المطلب في شبابه، وماتت امه وعمره ستة وستون يوما، عاش مع جده عبد المطلب ثماني سنوات، وبعد وفاة عبد المطلب
كفله عمه ابوطالب شيخ البطحاء، فكان يكرمه ويحميه وينصره بيده وبلسانه طول حياته، وتزوج بخديجة بنت خويلد أولى زوجاته وعمره خمس و
عشرون سنة، ولم يتزوج غيرها حتى ماتت وبقي بعدها سنة بدون زوجة. وهاجر الى المدينة في اول ليلة من ربيع الاول، ودخلها في الثاني عشر
منه بعد أن مكث في مكة المكرمة بعد البعثة ثلاث عشرة سنة، وبقي في المدينة المنورة عشر سنين ثم توفي.
كان لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر، وإذا جلس إلى قوم جلس حتى ينتهي به المجلس ويأمر بذلك، ويعطي كل جلسائه نصيبه، ولا يحسب أحد من
جلسائه أن أحداً أكرم عليه منه، مجلسه مجلس حلم و حياء، وصدق و أمانة، لا ترفع فيه الأصوات ، متعادلين متواصلين فيه بالتقوى، متواضعين،
يوقرون الكبير، و يرحمون الصغير ، ويؤثرون ذا الحاجة، ويحفظون الغريب. وكان كما وصفه الله تعالى: ( وإنك لعلى خلق عظيم )، فكان دائم
البشر سهل الخلق، لين الجانب وليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب ولا فخاش ولا عياب ولا مداح ، يتغافل عما لا يشتهي، و إذا تكلم أطرق جلساؤه،
وإذا سكت تكلموا، ولا يتنازعون عند الحيث.
وفاته: كانت وفاته يوم الأثنين لليلتين بقيتا من شهر صفر في السنة الحادية عشرة من الهجرة وهو ابن ثلاث وستين سنة.
* المعصوم الثاني :
الامام علي عليه السلام
اسمه والقابه: علي، امير المؤمنين، المرتضى، الوصي، حيدرة، أسد الله، يعسوب الدين. وكنيته: ابو الحسن.
ابوه وامه: ابوطالب بن عبد المطلب بن هاشم. وامه: فاطمة بن اسد.
ولادته: ولد عليه السلام يوم الجمعة في الثالث عشر من شهر رجب في الكعبة المكرمة بعد مولد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم بثلاثين سنة.
خصائصه:
* ولد في الكعبة ولم يولد بها أحد قبله ولا بعده.
* آخى رسول الله صلى الله عليه وآله وبين علي لما آخى بين المسلمين.
* حامل لواء الرسول صلى الله عليه وآله.
* بلغ عن رسول الله صلى الله عليه وآله سورة براءة.
امامته: بويع له بالخلافة في الثامن عشر من ذي الحجة في السنة العاشرة من الهجرة في غديم خم بأمر الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله، واستلم الحكم في ذي الحجة في السنة الخامسة والثلاثين من الهجرة. وفي فترة خلافته خاض حروب الجمل،صفين،النهروان.
استشهاده ومدفنه: ضربة عبد الرحمن بن ملجم المرادي الخارجي في ليلة التاسع عشر من رمضان سنة أربعين من الهجرة اثناء اشتغاله بصلاة الفجر في مسجد الكوفة، وتوفي في ليلة احدى وعشرين من رمضان. دفنه ولداه الحسن والحسين عليهما السلام في الغري، واخفيا قبره مخافة الخوارج ومعاوية وهو اليوم ينافس السماء سمواً ورفعة، على أعتابه يتكدس الذهب ويتنافس المسلمون في زيارته من جميع انحاء العالم الاسلامي.
والبقية تأتي في الأيام المقبلة